بيان حملة 16 يوم لانهاء العنف على المراة

تحرير النساء المحتجزات من قبل داعش مطلب فوري,

unnamedفي العاشر من حزيران، ومع احتلال مدينة الموصل بدأ فصل جديد من معاناة المرأة في العراق. اذ ايقظ تنظيم داعش العادات القبلية الوحشية الموغلة في القدم المنادية باعتبار النساء غنائم حرب. وبالرغم من كون معظم آلاف من النساء المعتقلات من اليزيديات، الا ان نساء الاقليات الاخرى لم يتم استثناؤها ومنهن مئات من التركمان الشيعة والشبك والمسيحيين.

ان الحملة الدولية ضد داعش لا تتجاوز كونها مفاوضات تهدف المزيد من عسكرة المجتمع وبالذات تسليح بعض أمراء الحرب في العراق، متزامنة مع القصف العشوائي على المدن العراقية. ولا يخفى على احد ان كلا من الحكومتين العراقية والكردية غير مهتمتين او معنيتيني باستعباد أكثر من خمسة آلاف امرأة يجري شراؤها وبيعها في وضح النهار في مدن الموصل و الرقة وغيرها من المدن “الدولة الإسلامية”.

لقد تم تحرير حوالي مائة امرأة عن طريق دفع اموال الى مقاتلي تنظيم داعش عن طريق افراد متطوعين لهذا الهدف. وتكمن المأساة بان رجوع النساء الى بيت ذويهن لم يكن مرحّباً به، اذ طغت العادات العشائرية الذكورية المتخلفة مصنّفة اياهن ضمن الاشخاص الغير مرغوب برؤيتهن ضمن وسطهن الاجتماعي. ويبدو ان المسؤولين في الحكومة العراقية لا يعتبرون مصير الآلاف من هؤلاء المختطفات من ضمن أولوياتهم، و لا يصنفون حماية هؤلاء النساء كأمر ملّح وضروري وغير قابل للتأجيل. ولقد استمروا في التمسك بالمواقف الذكورية والتي تعتبر النساء ملكية خاصة تم “استعمالها” من قبل رجال عشيرة اخرى، مما يجعلهن غير صالحات للتملك من جديد. ان المسؤولين في الدولة العراقية لم يقوموا بأية خطوة جادة نحو اعتبار النساء مواطنات، وواجب حمايتهن هو مسئولية الدولة ، ولم يمنحوا اي اهتمام لقضية التعذيب الجنسي الجماعي للنساء المواطنات.

كما انه يبدو ان المجتمع الدولي يحكم بمنهج ذكوري شبيه ممن اختاروا الوقوف الى جانب الحكومة العراقية من خلال توفير المزيد من الأسلحة العسكرية والقيام بهجمات جوية فقط؛ متناسين بان حملات سابقة من التسليح العسكرة لم تجلب لنا سوى الويلات، ولم تكن اي مبعث للسلام.

نحن في منظمة حرية المرأة في العراق قد اتخذنا موقفا صارما ضد الاتجار بالنساء لسنين طوال، ولكن تمر علينا هذه الأيام ونحن نشاهد أخواتنا يعانين الاستعباد والاغتصاب دون ان نرى حلا في متناول اليد بخلاف المبادرات الفردية التي قام بها البعض لشراء النساء من اجل العتق من نيرالعبودية. يأتي ذلك اليوم والتفاوض مع الوحوش البشرية نحو تحرير الآلاف من النساء من الاستعباد والاغتصاب ، ونحن لا يمكن أن ننتظر سنوات عديدة حتى يحين موعد القضاء على داعش بينما أخواتنا يعانين الاستعباد والاغتصاب.

أن منظمة حرية المرأة في العراق بدأت البحث عن سبل من اجل تحرير النساء من عبودية تنظيم داعش وبكافة الوسائل الممكنة، وتخطط لافتتاح مأوى لأولئك النساء اللائى تم رفضهن من قبل مجتمعاتهن العشائرية البغيضة.

أحد عشر عاما من بناء الدولة الهزيلة والجيش الهزيل في العراق ترك النساء بلا حماية، يعانين الاذلال دون اية مساعدة من الدولة.

ستواصل منظمة حرية المرأة في العراق جهودها لإنشاء نموذج للحماية والتمكين ورعاية ضحايا الحروب على العراق، دون الانتظار لرخصة او سماح او اذن من الدولة. وبمساعدة من محبي الحرية في جميع أنحاء العالم سوف نستمر بالنضال صامدين امام الهجمات المتواصلة على مجتمعنا، و سوف نسعى جاهدين لنكون نموذجا للإنسانية والمساواة وبديلا لممستقبل مشرق.

الخزي لكل من ساهم بدعم حكومات خلقت ظروف تمكين داعش، والحق الويلات والمجازر الطائفية على المجتمع العراقي.

عاشت المرأة حرةً في العراق
ويسقط داعش وكل أوجده ودعمه

ينار محمد
منظمة حرية المرأة في العراق – 4 كانون الاول 2014

Permanent link to this article: http://www.owfi.info/AR/?p=234