في الوقت الذي بدأت الحركة النسوية العالمية تخطو خطوات جدية تجاه فرض مطالبها في المساواة والحرية والكرامة للمرأة، تجد المرأة العراقية نفسها في هاوية مظلمة لا قرار لها في ظل حكومات الاحتلال المتعاقبة. وتتكالب جرائم المذابح الجماعية للنساء، والانتحار الجماعي للشابات، والقتل المنظّم للناشطات والنساء البارزات؛ وكل تلك الجرائم تُقترف من قبل الجماعات الاسلامية المعارِضة والمؤسسات الاسلامية الحاكمة وكذلك الميليشيات المسيطرة على مقاليد الأمور، وبممارسات تتشابه في مدى دونيتها وكراهيتها للمرأة ووحشيتها البدائية الدموية مما هو صفة مميزة للحكم الاسلامي العشائري للعراق الجديد، حيث قررت قوى الاحتلال تمكين التيارات الاجتماعية الأكثر رجعية والتي تقف بالضد من تقدّم المجتمع وتطوره. بما ان حرية المرأة معيار لتطور المجتمعات، فان احوال الحرب الداعشية الوحشية والميليشيات الطائفية والمؤسسات الحكومية الذكورية قد فرضت على المرأة تراجعاً لم يسبق له نظير في تاريخ العراق الحديث.
ضمن اشهر قليلة حصلت جرائم وحشية ذكورية ممنهجة يندى لها جبين البشرية عاراً، اذ قامت عصابات داعش بذبح 50 امرأة عراقية أيزيدية، وانتحرت 6 شابات حرقاً في احدى دور ايواء الدولة، وقُتِلت 6 نساء ناشطات وحرفيات من قبل افراد ميليشياتية هي اقرب لفرق اغتيالات النساء ممن لم يتركوا اثرا خلفهم. وكل ذلك مما لم يحظَ باهتمام او انتقاد من قبل الاطراف المسؤولة في الدولة، بل وكانت الكتل الاسلامية الحاكمة منشغلة في هذه الاثناء بشراء كراسي النفوذ البرجوازي ومناصب امتيازات نهب ثروات المجتمع، ووزعوا الادوار ما بين كتل وميليشيات اسلامية شيعية وسنية ممن يخططون لارجاع القوانين الجعفرية مما يضمن لهم حق اغتصاب الطفولة والإساءة للانوثة والتعامل مع المرأة على انها جسد مخصص لواجبات متعة الذكور والانجاب فقط، جسد يحق لمالكه ان يحجره ويقتص منه كما يشاء، وبهذه الروحية والفلسفة يعمل المشرّعون العراقيون وينصبون الفخ والمذابح الصامتة لأجيال مستقبلية من الاناث في العراق.
ترفض منظمة حرية المرأة منهج كراهية المرأة الذي تطبّقه الدولة بكل اصرار ودون اي تماهل. وندعو المرأة العراقية ان تنتفض ضد النظام البرجوازي الحاكم الذي فرض الافقار على الطبقة العاملة والفقر المضاعف على المرأة، كما وفرض التمييز والكراهية على المرأة كما وعلى “الأقليات” الدينية والاثنية والعرقية من قبيل الايزيديين والعراقيين سود البشرة وتجمعات اخرى، وكان أشد التمييز وطأة موجهاً بالضد من نساء هذه التجمعات “الأخرى”. ان محاربة النظام الاسلامي للمرأة كما للايزيديين والسود والاديان “الأخرى” وجهان لعملة واحدة، وآن الأوان لتوحيد نضالات المرأة مع هذه التجمعات والطبقة العاملة لجلب تغيير عارم تجاه الانسانية والحرية والمساواة.
عاش الثامن من مارس رمز نضالات المرأة والتحرريّين تجاه تحقيق مساواة المرأة بالرجل وآن الأوان لتوحيد نضالات المرأة والطبقة العاملة مع التجمعات التي تعاني من القمع البرجوازي والاسلامي.
عاشت الحرية … عاشت المساواة … عاش الثامن من مارس رمز نضالات المرأة من اجل المساواة
منظمة حرية المرأة في العراق 7 مارس 2019