حلّ بعد ايام الذكرى التاسعة لتدمير مدنية المجتمع من قبل الاحتلال الامريكي وعمله الدؤوب منذ اليوم الأول على تقوية وتمكين الذين يحكمون المجتمع بالنار والحديد وقيم القرون المظلمة والخرافات. ولعل اكثر نتائج بل ومآسي هذه الحقبة هي ظاهرة تراجع المرأة الى مديات غير مسبوقة في الذل والحرمان والاستغلال والمعاناة؛ سواء بسبب الفقر الذي فرض على الملايين من أرامل ويتيمات الحرب، او بسبب الممارسات العشائرية والعصابات المسلحة التي اطلقت يداها في القتل وتحقير المرأة، وكذلك في التشريعات والقوانين التي كُتبت لتمهّد لاستعباد واذلال اجيال من الاناث الاطفال والنساء.
تتواجد في العراق مئات من الناشطات والمنظمات النسوية والتي تعمل على جانب او آخر من دعم المرأة وتقويتها، بيد انها في معظمها اختارت ان لا تتحدى وتتصدى لمشاريع كراهية المرأة والمقررة داخل المنطقة الخضراء من قبل الجماعات الاسلامية المعادية لحريات النساء، والتي حولتها الى زوجة ثانية وثالثة، وطفلة محرومة من طفولتها بالزواج من بالغ، او حولتها الى ضحية سهلة بيد مجتمع ذكوري يتصرف بحياتها وكرامتها ومصيرها.
تتوجه منظمة حرية المرأة بنداء الى كل امرأة ورجل تحرري في العراق، الى كل منظمة نسوية او حقوقية، والى كل ناشطة نسوية، بان تخرج من وراء كواليس الخطاب المتهاون مع اعداء المرأة، وان يساعدوا في رص الصفوف لبناء حركة نسوية ثورية وتحررية ترسم وتحقق مستقبلا مشرقا للمجتمع لا يرضى بأقل من المساواة التامة بين المرأة والرجل.
بعد عام كامل من الثورات في المنطقة وفي الذكرى الأولى لانتفاضة الـ25 من شباط، يدرك الجميع ان مطلب الاصلاح لمن يحتكرون مقدرات الشعب ويفرضون الجوع عليه، كان مجرد حماية لمن هم في المنظقة الخضراء من غضب الجماهير. آن الأوان لرفع اصوات النساء والتحرريين واليسار تحت شعار المساواة التامة الاقتصادية والاجتماعية، في ظل دستور علماني مساواتي غير قومي. ولن نرضى بأي شعار آخر من شأنه ان يصد ثورية الجماهير ويقلل من اندفاعها. كما ولن ترضى الحركة النسوية التحررية بمزيد من التمييز ضد ملبسها ووجودها في المجتمع من قبيل ما كُلّفت به المسماة بـ”وزيرة المرأة”.
توجه منظمة حرية المرأة نداءها الى كل نساء العراق للانضمام الى حركة نسوية جريئة غير متخاذلة، تشكل الصف الأول في ثورة اجتماعية تتنامى الى ان تكسر طوق النظام الطبقي البرجوازي الاستغلالي وحُماتِه من سلطات الاسلام السياسي والقوميين والطائفيين، وتعمل وتسعى لبناء الصف الذي من شأنه تحقيق المساواة الاقتصادية والاجتماعية وتحقق تحرر المجتمع كله ومن ضمنه حرية المرأة.
قفي صفاً متراصاً ضد اعدائك ولا تتنازلي عن ثوريتك وحريتكِ ومساواتكِ.
وظلي رمزا للثورات في العالم العربي، والتي لن تهدأ بل وتمر بمرحلة انتقالية في طريق الغليان من اجل تحقيق ثورات اكبر واشمل واضمن للمرأة وللمجتمع ككل.
عاشت مساواة المرأة بالرجل
عاش الثامن من مارس رمزا لنضالات المرأة من اجل عالم أفضل
ينار محمد
رئيسة منظمة حرية المرأة في العراق
7-3-2012